الخزانة الأمريكية تستهدف شبكة للنفط تدر مئات الملايين من الدولارات للجيش الإيراني
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) فرض عقوبات على شبكة دولية متورطة في شحن ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني، بقيمة مئات الملايين من الدولارات، إلى جمهورية الصين الشعبية (PRC). وتمت هذه الشحنات لصالح هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية (AFGS) وشركتها الوهمية “سِپِهر إنرجي جهان نما پارس” (Sepehr Energy)، التي سبق أن تم فرض عقوبات عليها.
تشمل العقوبات كيانات وأفرادًا في الصين والهند والإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى عدة ناقلات نفطية. وأكدت وزارة الخزانة أن إيران تحقق مليارات الدولارات سنويًا من مبيعات النفط، التي تستخدمها في تمويل أنشطتها الإقليمية المزعزعة للاستقرار، ودعم مجموعات مسلحة مثل حماس، الحوثيين، وحزب الله.
إجراءات أمريكية ضد إيران
صرّح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، قائلًا:
“لا يزال النظام الإيراني يستخدم عائدات النفط لتمويل تطوير برنامجه النووي، وإنتاج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، ودعم الجماعات الإرهابية التابعة له في المنطقة. الولايات المتحدة ملتزمة بعرقلة أي محاولة إيرانية لتأمين التمويل لهذه الأنشطة الخبيثة.”
وأوضح البيان أن العقوبات الجديدة تأتي وفقا للسلطات التنفيذية الأمريكية، بما في ذلك الأمر التنفيذي رقم 13224، المعدّل بموجب الأمر التنفيذي 13886، والأمر التنفيذي 13902، الذي يمنح وزارة الخزانة سلطة فرض العقوبات على القطاعات الرئيسية في الاقتصاد الإيراني. كما أشار البيان إلى أن هذا الإجراء يتماشى مع المذكرة الرئاسية للأمن القومي الصادرة في 4 فبراير، والتي تدعو إلى فرض “أقصى ضغط اقتصادي” على إيران لمنعها من تطوير سلاح نووي ووقف نفوذها المزعزع للاستقرار.
تفاصيل العقوبات
تم إدراج شركة Sepehr Energy على قائمة العقوبات الأمريكية في 29 نوفمبر 2023، بسبب تقديمها دعمًا ماليًا وتقنيًا لوزارة الدفاع الإيرانية (MODAFL)، التي تخضع بدورها للعقوبات منذ عام 2019 لدعمها الحرس الثوري الإيراني – فيلق القدس. كما حدد وزير الخزانة الأمريكي، في 11 أكتوبر 2024، قطاعي النفط والبتروكيماويات في الاقتصاد الإيراني كقطاعات خاضعة للعقوبات بموجب الأمر التنفيذي 13902.
السفينة “SIRI” وعمليات التهريب
كشفت وزارة الخزانة أن الناقلة النفطية “ANTHEA” (المعروفة حاليًا باسم “SIRI”)، التي ترفع علم جزر القمر، تعمل قبالة سواحل سنغافورة محمّلة بملايين البراميل من النفط الإيراني لصالح Sepehr Energy والقوات المسلحة الإيرانية. ووفقًا للبيان، يستخدم المشغّلون أساليب تضليل، مثل تزوير وثائق الشحن وإخفاء هوية السفينة الحقيقية، للتهرب من العقوبات.
وتم تعيين الإيراني آرش لاويان (Arash Lavian) كقائد لهذه السفينة، حيث يُتهم بتزوير المستندات وإخفاء اسم السفينة الحقيقي لتجنب العقوبات. لذلك، قررت وزارة الخزانة إدراجه على قائمة العقوبات وفقًا للأمر التنفيذي 13224.
تورط شركات هندية وإماراتية وفلبينية
كشفت وزارة الخزانة أن شركة “Marshal Ship Management Private Limited”، ومقرها الهند، ساعدت في توفير طواقم تشغيل للسفينة “SIRI” وسفن أخرى مرتبطة بـ Sepehr Energy، مثل ELSA، HEBE، وBOREAS. كما اتُهمت هذه الطواقم بالمشاركة في عمليات تزوير المستندات الرسمية.
وقد تم فرض عقوبات على الشركة، بالإضافة إلى مديرها الهندي “ريان كزافييه أرانه” (Ryan Xavier Aranha)، بسبب دورهما في هذه الأنشطة غير القانونية.
شحنات نفط ضخمة إلى الصين
وفقًا لوزارة الخزانة، واصل المسؤول الإيراني إلياس نيـرومند تـوماج (Elyas Niroomand Toomaj)، المسؤول في Sepehr Energy، تنظيم عمليات تهريب النفط الإيراني. في ديسمبر 2024، قامت الشركة بشحن نحو مليوني برميل من النفط الخام الإيراني، بقيمة تتجاوز 100 مليون دولار، إلى الصين، باستخدام الناقلة OXIS التي ترفع علم الكاميرون، والمملوكة لشركة Miletus Line Ltd المسجلة في سيشيل.
كما أشار البيان إلى أن ناقلة أخرى، GIOIOSA المسجلة في بنما، نقلت 700 ألف برميل من النفط الإيراني لصالح شركة Gozoso Group Ltd في هونغ كونغ.
إجراءات صارمة ضد شبكة التهريب
تم فرض عقوبات على عدة شركات متورطة في هذه العمليات، بما في ذلك:
• Miletus Line Ltd (سيشيل)
• Gozoso Group Ltd (هونغ كونغ)
• Ocean Dolphin Ship Management Ltd (هونغ كونغ)
• Umbra Navi Ship Management Corp (كازاخستان/سيشيل)
كما تم إدراج الناقلتين OXIS وGIOIOSA على قائمة الممتلكات المحظورة، باعتبارهما مملوكتين لشركات تخضع للعقوبات الأمريكية.
إشراف عسكري مباشر على تهريب النفط
أكدت وزارة الخزانة أن القوات المسلحة الإيرانية تشرف بشكل مباشر على عمليات شركة Sepehr Energy، حيث يلعب الجنرال الإيراني جمشيد إشاقي (Jamshid Eshaghi) دورًا رئيسيًا في تنسيق عمليات بيع النفط الإيراني للصين، بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني.
فرض عقوبات على سفن إضافية
تم إدراج ناقلات أخرى ضمن الشبكة، منها:
• CH BILLION (ترفع علم بنما)
• STAR FOREST (ترفع علم هونغ كونغ)
وتُتهم هاتان السفينتان بنقل النفط الإيراني إلى الصين كجزء من مخطط تستفيد منه القوات المسلحة الإيرانية. كما فُرضت عقوبات على مشغّلي هذه السفن، بما في ذلك شركة “Young Folks International Trading Co., Limited” (هونغ كونغ) و” Lucky Ocean Shipping Limited” (الصين).
التبعات القانونية للعقوبات
بموجب هذه العقوبات، سيتم تجميد جميع الأصول التابعة للأفراد والكيانات المدرجة في الولايات المتحدة، كما سيتم منع المواطنين الأمريكيين والشركات الأمريكية من التعامل معهم.
كما قد يواجه الأفراد والمؤسسات المالية الأجنبية عقوبات ثانوية إذا شاركوا في أي معاملات مع الكيانات المحظورة، حيث يمكن لوزارة الخزانة فرض قيود صارمة على حساباتهم المصرفية في الولايات المتحدة.
وأشارت الوزارة إلى أن الهدف من العقوبات ليس العقاب، بل إجبار إيران على تغيير سلوكها. كما أوضحت أن الكيانات المدرجة في قائمة العقوبات يمكنها التقدم بطلب لرفع أسمائها وفقًا للقوانين الأمريكية.
للاطلاع بالتفصيل على بيان الخزانة الامريكية باللغة الانكليزية هنا.