الشطري أبو عقيل صانع "العُقل": مارست المهنة قبل 70 عاما حين كنت تلميذا في الصف الأول الابتدائي

تحقيقات
4 شباط 2025
الشطري أبو عقيل صانع

المربد: طعمة البسام / رعد سالم
يعد أبو عقيل أحد أقدم صناع العقال ليس في محافظة ذي قار فحسب وإنما في العراق ربما، فهو يمارس هذه المهنة منذ سبعين عاما، حين عمل مع والده في عام 1954 حين كان تلميذا في الصف الأول الابتدائي.

المربد زارت أبو عقيل في محله بأحد أسواق الشطرة، بدا الرجل سعيدا بعمله فالرجل امضي سبعين عاما في تلك الصنعة فأجادها أيما إجادة.

يقول أبو عقيل: العقال زي وليس من تراثا كما هو خطأ شائع، هو زي عراقي خالص يبدأ من الموصل وينتهي في البصرة، كل مناطق العراق زيها العقال، العقال صناعة يدوية في كل مراحله.

وعن أنواع العُقل قال أبو عقيل: يتكون العقال من الــ"مرعز" وفي داخله صوف، وفي سنوات سابقة كان صوف الأغنام، أما الآن فعبارة عن نسيج مستورد يستعمل أحيانا في صناعة البطانيات، أما أنواع العقل فهناك عقال أبو الشعر وهذا يلبسه أهالي الفرات الأوسط أي محافظات "المثنى، الديوانية، كربلاء، النجف، بابل" أما البصرة والناصرية وواسط فيلبسون العقال (المبروم)، وللعقال قياسات ففيه الربع والنصف والمحير والكامل، والربع هو أقل الأحجام ويلبسه الشباب، وأهالي مناطق ذي قار يختلفون في استعمالهم للعقال فأبناء الدواية مثلا يلبسون العقال الصغير وأهالي الشطرة يلبسون العقال الاعتيادي وأبناء سوق الشيوخ العقال الكبير.

أما عن مراحل صناعة العقال فقد قال أبو عقيل: يبدأ بمادة النسيج وهي مادة صوف مرتب ونظيف ومستورد، أنا ورشتي في بيتي هناك اصنع العقال وهنا في المحل مجرد تعديل وعرض، أما المرحلة الثانية فهي إدخال النسيج في مكينة يدوية، تعمل على لف العقال، ثم نأتي به إلى هنا إلى المحل حيث نخيط ونرتب له "كركوشة"، وهناك العقال المبروم أو ما كان يسمى "ثمينة" وأيضا العقال الناعم، والغزول تختلف فهناك غزول فرنسية وأخرى انكليزية وسورية وعراقية، واللون كله اسود، وهناك غزول تتغير، فالغزل العراقي يصبغ بالقدر أي بالطريقة الكلاسيكية القديمة، أما الفرنسي والانكليزي فيعمل بالبخار.

ويضيف أبو عقيل قائلا: أسعار العقل تبدأ من خمسة آلاف إلى سبعين ألف، ويوضح أن اغلب زبائنه من مدينة الناصرية والأقضية والنواحي.

وفي محل أبو عقيل "قالب" قال عنه انه بمثابة الكوي بالنسبة للدشداشة، فاخر مراحل الدشداشة هو الكوي وهذا القالب هو لــ"كوي" العقال" فحين يكتمل العقال نبدأ بكيه كاخر مرحلة من مراحل صناعته، ليصبح جاهزا للبس.

ويوضح أبو عقيل أمر آخر وهو أن العقال بدون كركوشة فيجب لبسه مع اليشماغ الأحمر، وأبو كركوشه فيلبس مع اليشماغ الأبيض.

وفي سؤال ما إذا سيورث مهنته لأولاده كما ورثها من والده، ضحك أبو عقيل وقال: أولادي موظفون ومدرسون ولا اعتقد أنهم سيرثونها، ولكن هذه المهنة لن تموت، ويؤكد إنه سعيد جدا بعمله، فهذه المهنة ربطته مع الناس بعلاقة وثيقة وراقية سواء مع شيوخ العشائر أو الناس العاديين في كل المحافظات.

في ختام حديثه يحدد مناطق صناعة العقال فيقول هي الشطرة والنجف والعمارة والموصل والأخيرة تشتهر بصناعة العقال الكبير وله شعر كثير لأنهم يستخدمون غزل الماعز المحلي وهو الأفضل حسب قوله.



المزيد من تحقيقات

Developed by AVESTA GROUP