"مهر التوبي" حفيد كلكامش وحارس بوابات الآلهة في أوروك

منوعة
29 كانون الثاني 2025

حين تدخل إلى الوركاء، أول مدن التاريخ والمدينة التي ورد ذكرها في العهد القديم، تستقبلك لافتة باللغتين العربية والانكليزية تقول (من هنا انطلق الحرف الأول للكتابة إلى كل بقاع الأرض) ثم تتراءى لك بنايات خربة كانت يوما قصورا مزدانة، وحانات خمر يرتادها أهل الوركاء من الحكماء والوزراء ورجال الدين والأثرياء ومعابد تتلى فيها الصلوات والتضرع للآلهة يوم كانت الوركاء في عصور سحيقة سيدة دويلات المدن السومرية ومقر الآلهة، قبل أن تتقلب بها صروف الدهر والجدود العواثرُ.

ويتداول أهالي المدينة الواقعة إلى الجنوب من مركز مدينة السماوة، والقريبة من قضاء الخضر قصصا أسطورية تقول إن الجن تحرس كنوز المدينة، ومن يتجرأ بالذهاب إليها ليلا، فلن يعود سالما أبدا غير أن مهر التوبي الرجل الستيني كان قد أمضى أكثر من نصف عمره حارسا لآثارها وقيما على كنوزها ومدافعا باسلا عن ماضيها.

يقول التوبي للمربد وهو يتوكأ على عصاه هنا معبد "إنانا" معبد إلهة الشمس حيث كان يسكن الملك "أورنمو" مؤسس سلالة أور الثالثة، وقد سلم المعبد إلى احد كهنة الوركاء واسمه "بابتشي" حين احتل المدينة.

ويضيف قائلا وهناك أيضا معبد "أنو" وهو معبد اله القمر وهناك أيضا معبد السلوقي أو ما يسمى "أركال".

ويوضح مهر التوبي في حديثه للمربد أن مساحة الوركاء الأثرية القديمة سبعة كيلومترات مربعة ولها سور طوله تسعة كيلو مترات وارتفاعه خمسة أمتار وعرضه ثلاثة أمتار وفيه 900 برج.

ويشير إلى أنه عمل حارسا لمدينة الوركاء منذ عام 1975 وحتى عام 2024 وقد عاصر البعثات الألمانية التي نقبت في تلك الآثار وتحديدا في معبد كلكامش حيث دخلت تلك البعثات إلى سراديب داخلية وأخذت كافة المقتنيات واللقى النادرة والآثار النفيسة.



المزيد من منوعة

Developed by AVESTA GROUP