هل يدفع الضغط النفسي والابتزاز العاطفي البعض إلى الانتحار؟

تحقيقات
24 كانون الثاني 2025
هل يدفع الضغط النفسي والابتزاز العاطفي البعض إلى الانتحار؟

المربد/ طعمة البسام و جاسم الانصاري
مع تغيرات الحياة الكثيرة، ومع ظهور أجهزة الاتصال الذكية، ومع التغيرات الاجتماعية فقد طفت على السطح مفاهيم ومصطلحات في القاموس اليومي، ومنها الابتزاز العاطفي، فما الذي يعنيه هذا المصطلح؟ وكيف يحدث؟ وكيف يمكن تجنبه وتجنب آثاره؟
في محافظة ميسان اقيمت ورشة تتناول وتناقش هذا المفهوم "الابتزاز العاطفي".
تقول اسيل الاشوري وهي اخصائية نفسية تعيش في العاصمة الفرنسية باريس: الورشة تقام ضمن برنامج الصحة النفسية للجميع وتهدف لإيصال المعلومات التي تؤهل الفرد نفسيا ومجتمعيا، وهذه الورشة تستهدف فئة النساء في  محافظة ميسان لانها الفئة الأكثر التي تحتاج الى التوعية .. والورشة تقام بالتعاون مع الفريق التطوعي والهدف هو نشر الوعي النفسي ، لان نهضة المرأة هي نهضة المجتمع .. وتشير الى ان فريقها يعمل بطريقة الــ (اون لاين) منذ عام 2022 وأكثر الحالات التي واجهتها هي حالات الانتحار والسبب هو التلاعب والابتزاز العاطفي، لذلك ارتأينا أن لا نعالج تلك الحالات فحسب ولكن ايضا نحاول ان نتجنب الداء عن طريق التوعية بهذا الموضوع.
وتضيف الاشوري قائلة ان لديهم خطة لاعداد وتدريب كادر نسائي من المحافظة، قادر على معالجة حالات الابتزاز.

إحدى المشاركات في الورشة قالت للمربد : ان مجتمع العمارة مجتمع عشائري لذلك نادرا ما يتطرق الحديث الى تلك الظاهرة لان المجتمع اساسا لا يتقبل ذلك ، مثلا حين تتحدث البنت مع والدها حول حضورها ورشة تتحدث عن الاستغلال العاطفي او التحكم  بالمشاعر، فان الاب لا يمكن لابنته السماح لحضور مثل تلك الورشات ، ويعتبرا الامر فيه شي من "العيب"، بل قد يتهم ابنته بشتى الاتهامات، لذلك فان المجتمع بحاجة الى التوعية وخاصة مجتمع الرجال ، فلكل انسان مشاعر وعواطف.
وتؤكد ان بعض  الاهل قد يبتزون أولادهم خاصة في مرحلة السادس الاعدادي ، فطلاب هذه المرحلة يعانون من ضغط نفسي قد تدفع بعضهم الى الانتحار ، فيما يعاني بعضهم من امراض نفسية والسبب هو الابتزاز العاطفي فكثير من الاهل يطلبون من ابنائهم في هذه المرحلة ان يحصلوا على معدلات عالية ، الامر الذي يولد لديهم ضغوط نفسية هائلة قد لا يحملها الأبناء.
وتضيف قائلة: ان الاهل قد يضغطون على ابنائهم حين يمسك احدهم هاتفه سواء الولد او البنت.
مشاركة اخرى قالت للمربد: ان الورشة تسلط الضوء على قضية جدا مهمة ، وهي قضية الايذاء النفسي ، وانه من الضروري فتح هكذا ملفات ، مؤكدة انه في مدينة العمارة وفي الجنوب عموما فان الناس طيبون ولكن يجب وضع حد للتلاعب النفسي.

مشاركة ثالثة تقول: انه بالتعاون مع منظمة هاشتاغ وسفراء الشباب في ميسان فقد عقدت ورشة  بخصوص التلاعب والابتزار العاطفي ، حيث تم التركيز على الابتزاز بما في ذلك الذي يحدث بين الاهل واطفالهم حول موقف الاهل من اولادهم الذين لا يحصلون على درجات دراسية عالية ، الامر الذي يدفع الطفل الى استجداء عواطف اهله من اجل الحصول على الاشياء الذي يرغب بالحصول عليها، معتبرة ان هذا الموضوع مهم جدا.



المزيد من تحقيقات

Developed by AVESTA GROUP