ملامح من ذاكرتنا في 2024
عام 2024 يغادرنا محملا بآلامه وحروبه
وفواجعه .. على أمل بعام جديد يحمل معه الأمل والسلام والمحبة
المربد ترصد أهم أحداث العام المنقضي:
🟠 إسرائيل تحول غزة إلى أثرٍ بعد عين ..
وتقتل وتصيب نحو مائتي ألف شخص من أهلها
🟠 اغتيال نصر الله وهنية والسنوار .. وإيران
تقصف إسرائيل بمئات الصواريخ
🟠 سقوط مدوي لنظام الرئيس بشار الأسد في
سوريا ..
🟠 ترامب يعود مجددا إلى البيت الأبيض
المربد / طعمة البسام
يلفظ
عام 2024 آخر أنفاسه مغادرا .. ولكنه حمل معه أحداثا جساما ستبقى تذكر في التاريخ
، كان بحق عاما دراماتيكيا خاصة في منطقتنا حيث هيمنت الحروب والأزمات على المشهد،
مع تصاعد أعمال العنف واغتيالات، وتدمير مدن بأكملها، وتغيير أنظمة سياسية.. هنا
في هذه الوقفة نستعرض لأهم الأحداث التي شهدها عام 2024.
بدأ
العام وما زالت حرب مشتعلة في قطاع غزة التي تعد من أكثر الحروب دموية في العصر
الحديث .. حيث تشير التقديرات إلى سقوط أكثر من مائتي ألف شهيد وجريح خلال 15 شهرا
من القتال، حيث دمرت البنية التحتية للقطاع تماما، وأصبح أكثر من مليوني إنسان
بلا مأوى أو غذاء أو علاج .. وما زالت حرب غزة مشتعلة حتى آخر يوم من هذا العام.
وفي
تشرين الأول الماضي، شنت إسرائيل هجومًا بريًا وجويًا واسع النطاق على لبنان، مما
أسفر عن نزوح نحو 1.5 مليون لبناني من الجنوب والبقاع الغربي. جاء ذلك ردًا على
الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي بدأها حزب الله في 8 تشرين الأول 2023.
تصاعدت
الحرب بشكل دراماتيكي، خاصة مع وقوع سلسلة هجمات ذات طابع تكنولوجي غير مسبوق.
ففي 17 أيلول، فجّرت آلاف أجهزة "البايجر"، ما تسبب في سقوط آلاف القتلى
والجرحى، بينهم السفير الإيراني في بيروت. وفي اليوم التالي، استُهدفت أجهزة
اتصالات لاسلكية، ما أسفر عن مئات الضحايا.
وصفت السلطات اللبنانية هذه الحوادث بأنها كارثة تفوق في شدتها
انفجار مرفأ بيروت عام 2020.
وكان اغتيال الأمين العام لحزب الله،
حسن نصر الله، في نهاية أيلول، واحدًا من أبرز الأحداث التي هزت المنطقة. أثار
الحادث صدمة واسعة في لبنان وخارجها، واعتبره الكثيرون نقطة تحول في الصراع بين
إسرائيل وحزب الله.
ولم يكن
اغتيال نصر الله هو الحدث الوحيد البارز. ففي 31 تموز، اغتيل رئيس المكتب
السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، خلال وجوده في مقر ضيافة رسمي بطهران، أثناء
مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
إسرائيل اعترفت بمسؤوليتها عن الهجوم عبر تصريحات وزير الدفاع
يسرائيل كاتس، مما أثار غضبًا إيرانيًا ودفعها إلى تنفيذ أكبر عملية إطلاق صواريخ
باليستية في نزاع مسلح، حيث أطلقت نحو 200 صاروخ استهدفت قواعد عسكرية إسرائيلية.
لم
تقتصر أزمات عام 2024 على الصراعات المستعرة في غزة ولبنان، بل امتدت لتشمل سوريا
التي شهدت تطورًا غير مسبوق في تاريخها الحديث. ما إن أُعلن وقف إطلاق النار بين
إسرائيل ولبنان، حتى اشتعلت جبهة جديدة داخل سوريا، حيث شنت هيئة تحرير الشام
بقيادة أبو محمد الجولاني (الذي كشف لاحقًا أن اسمه الحقيقي هو أحمد الشرع)،
بالتعاون مع فصائل أخرى، هجومًا كاسحًا على مواقع النظام السوري.
في
سلسلة أحداث انهارت المدن السورية الرئيسية واحدة تلو الأخرى تحت هجمات المعارضة
المسلحة. ابتداءً من حلب، مرورًا بـحماة وحمص ودرعا، وصولًا إلى دمشق.
وسط هذا
الانهيار، غادر الرئيس السوري بشار الأسد البلاد متوجهًا إلى موسكو، في خطوة أنهت
فعليًا حكم حزب البعث الذي استمر نحو 60 عامًا مثل هذا السقوط المدوي للنظام
زلزالًا سياسيًا وأمنيًا، تجاوزت تداعياته حدود سوريا ليهز دول المنطقة والعالم.
إلى جانب الاضطرابات في الشرق الأوسط، شهدت الولايات المتحدة
حدثًا صادمًا تمثل في محاولة اغتيال المرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، في 13
تموز 2024.
أصيب
ترامب برصاصة في أذنه اليمنى خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا. المهاجم، الذي
كان متمركزًا على بعد 120 مترًا في مبنى قريب، قُتل على الفور برصاص حراسة ترامب.
وفي
الخامس من تشرين الثاني الماضي جرت الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي أسفرت عن
فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة للمرة الثانية.
ورغم
الأزمات المتلاحقة التي عصفت بالعالم في 2024، كانت هناك بعض اللحظات المضيئة، حيث
شهدت العديد من الدول عمليات انتخابية ديمقراطية أكدت إرادة الشعوب في تشكيل
مستقبلها.
ففي 14 شباط 2024، فاز برابوو
سوبيانتو بالرئاسة من الجولة الأولى في إندونيسيا، الدولة الإسلامية الأكبر من حيث
عدد السكان.
في
آذار، فاز فلاديمير بوتين بولاية رئاسية خامسة، في انتخابات أثارت جدلاً داخليًا
ودوليًا حول مستقبل الديمقراطية في روسيا.
وفي
الهند، شارك نحو 968 مليون ناخب في الانتخابات البرلمانية، ما أسفر عن بقاء
ناريندرا مودي رئيسًا للوزراء، ولكن هذه المرة عبر حكومة ائتلافية انتخابات
البرلمان الأوروبي التي جرت في حزيران شهدت تقدمًا لافتًا لليمين المتطرف
والشعبوي في عدة دول.
في
فرنسا، أجبرت النتائج الرئيس إيمانويل ماكرون على حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى
انتخابات تشريعية جديدة، مما أدى إلى اضطراب سياسي كبير.
تعاقبت أربع حكومات خلال 12
شهرًا فقط، أما في بريطانيا، فقد شهدت تحولًا تاريخيًا مع فوز كير ستارمر،
زعيم حزب العمال، الذي أنهى 14 عامًا من حكم المحافظين.
ومن الأحداث
الأخرى التي وقعت خلال العام المنصرم هو إعلان اليونيسيف أن نسبة الأطفال
الذين يعيشون في مناطق الصراع تضاعفت منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث ارتفعت من 10%
إلى 19%، ما يعني أن 473 مليون طفل - أي واحد من كل ستة أطفال - يعيشون في مناطق
صراع حول العالم. هذا الرقم يعكس تدهور الأوضاع الإنسانية مع استمرار الحروب
والنزاعات.
خدمة
المناخ الأوروبية كوبرنيكوس أكدت أن صيف 2024 كان الأكثر حرارة على الإطلاق،
حيث تجاوزت درجات الحرارة متوسط ما قبل الثورة الصناعية بمقدار 1.66
درجة مئوية. ووفقًا للعلماء، فإن تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري، إضافةً إلى
تأثير ظاهرة النينيو، ساهم في ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الظواهر الجوية
المتطرفة.
كما شهد
العالم سلسلة من الكوارث الطبيعية غير المسبوقة في عام 2024: ومنها تدمير آلاف
الهكتارات في أمريكا الجنوبية.
وأيضا ثورات بركانية وزلازل عنيفة
وفيضانات وأعاصير ضربت العديد من المناطق...بما في ذلك اليمن وأندونيسيا والمغرب
والفلبين وفيتنام واسبانيا بالإضافة إلى ذلك فقد شهدت الأيام الأخيرة من عام 2024
فوز السعودية بحق استضافة مونديال 2034، لتصبح ثاني دولة عربية تحظى بهذا الشرف
بعد قطر.
كان العام
المنقضي عامًا استثنائيًا حافلًا بالأحداث، حمل في طياته أزمات إنسانية وحروبًا
وصراعات ألقت بظلالها على حياة الملايين، وعمّق التحديات المناخية والطبيعية من
معاناة الشعوب في مختلف أنحاء العالم.
ومع
دخول عام جديد فان العالم يأمل أن يسود السلام والمحبة وان يتخلص العالم من الشرور
والحروب والويلات.