"الكلاف" منتظر الأحمد: ورثت مهنة صناعة السفن من أبي وجدي، وأدعو لإنشاء متحف بحري في البصرة
المربد
/ طعمة البسام
منتظر
الأحمد شاب من البصرة ورث عن أبيه وجده مهنة تكاد تختفي من حياة البصرة اليومية،
الا وهي "الكلافة".
الكلافة
اختصارا هي مهنة صناعة السفن .. ومع تغير الزمن والحياة، فان السفن القديمة تكاد
تنقرض، وتتوارى من شط العرب وانهار البصرة.
المربد
التقت بــ"الكلاف" منتظر الاحمد الذي فتح قلبه وتحدث لنا قائلا:
ورثت
المهنة من ابي الذي ورثها بدوره من ابيه حيث يطلق علينا بيت "الكلاف" اي
صنّاع السفن وهي صناعة كانت رائجة في وقت من الاوقات، حيث كانت تلك السفن تبحر في
شط العرب وبحر البصرة، والان ومع انقراض صناعة السفن الكبيرة فنحن نصنع مجسمات
صغيرة، فمن الصعب ان لم نقل من المستحيل المشاركة بالسفن الكبيرة في المهرجانات،
لذلك نستعيض عن السفن الكبيرة بمجسمات صغيرة، ومع ذلك فنحن نصنع السفن احيانا
بالحجم الذي يرغب به الزبون الذي يرغب في المشاركة بتلك المهرجانات.
ويضيف
الاحمد قائلا: هناك انواع للسفن فهناك البوم، والمحمل والبوت، كانت هذه السفن
تستخدم لاعمال التجارة ونقل التمور من البصرة الى دول الخليج والهند، وكانت تلك السفن
سببا من اسباب الرزق والعيش.
ثم
يتحدث عن مراحل صناعة السفن قائلا: تصنع السفن من الواح الاشجار وتصنع بطريقة
يدوية وبدائية بدون استخدام الالات، حيث تؤخذ الواح الاشجار وتشّرح طولا وعرضا ثم
ترص الالواح مع بعضها .. والسفن انواع فهناك السفينة ذات الشرع الواحد وهي مخصصة
لنقل التمر، وهناك السفينة ذات الشراعين وهذه تصل الى الهند، وهناك الجالبوت الذي
يستخدم لنقل البضائع والغوض لاستخراج اللؤلؤ والمحار، وهناك "اللنج"
والذي طور في العقود الاخيرة حيث ربط به ماطور وهو يستخدم حاليا لصيد الاسماك،
فلكل سفينة لها عملها الخاص ولها تجارتها.
ويوضح
قائلا: ان شط العرب كان زاخرا في الماضي بهذه السفن فهناك ايضا "البلم"
و"المهيلة" ، ففي البصرة شط ونهر وبحر، حيث كانت السفن تتجمع في البصرة لغرض
التجارة وكان شط العرب ممتلئا بالسفن الخشبية.
ويسترسل
الاحمد قائلا: ان رسالتي للحكومة ان تهتم بهذا الجانب فهذا ليس تراثا فحسب، ولكنه
هوية مدينة ايضا، فالكثير من الناس لا يعرفون ان البصرة مدينة بحرية، لذلك فان مثل
هذه السفن هي رمزية لمدينة البصرة .. فاللنج مثل النخلة رمز بصري لذلك اقترح عمل
نموذج كبير لسفينة وضمها لمتحف بحري في البصرة .. انني متأكد ان متحفا كهذا سينجح
كثيرا فيما لو تم انجازه.
الاحمد
في ختام حديثه تحدث لنا عن اسعار السفن ومجسماتها التي يصنعها، ويقول انها غالية
الثمن لان الامر لا يتعلق بالمصغرات فقط وانما باتقانها ايضا، ولها ايضا معالم
السفن الكبيرة.