عمره 125 عاماً .. المربد ترصد قصة أقدم باب لمسجد في الزبير "الزهيرية"
المربد: علي هدّار
تتميز مدينة الزبير غربي
البصرة بالمساجد وهي الشواهد الكبرى على رعايتها والاهتمام بها على مر العصور
والتي شيدت قبل عدة قرون والتي تجسد عراقة الماضي بتفاصيله واهتمام الحاضر بكل
تفرعاته للحفاظ على الطراز المعماري لها من خلال التجديد المستمر للحفاظ على
عراقتها وارثها الحضاري.
وفي مسجد الزهيرية وسط قضاء الزبير غربي البصرة الذي
شيد عام 1899م هناك أقدم باب خشبي تجاوز عمره 125 عاما ولا يزال يحتفظ بمعالمه
من الأقفال والخشب الصندل والذي يبلغ ارتفاعه 3 أمتار وعرضه مترين ويعد من الأبواب
القديمة على مر العصور من ضمن المساجد القديمة في المدينة.
أبو عبد الله الرجل الخمسيني الذي يعمل في خدمة
الجامع يتحدث للمربد ويصف بناء الجامع الذي شيده مجموعة أشخاص في عام 1899 وهم كل
من (بيت الملحم وبيت دليجان وبيت السهو) من الطين والشيلمان والاخشاب وصناعة الباب
الخارجي الحالي من خشب الصندل الذي يتميز بقفله الكبير والمفتاح الذي يبلغ طوله 30
سم دون أي تغيير له.
وقال أبو عبد الله أن
المتوارثين على خدمة الجامع الذي تم تجديد عام 1988 وحافظوا على ووضعية الباب
والقفل والمفتاح من ذلك الزمان بالتتابع دون أي تغيير له مع عجزهم عن تصنيع مفتاح
آخر له، ويؤكد على أن باب المسجد مع عمر بناء المسجد يعد رمزا للتاريخ والحضارة
بعمر 125 عاما حيث يجسد عراقة الماضي واهتمام الحاضر من خلال صيانة الباب باستمرار
والحفاظ على زخرفته وخشبه وأقفاله.
حيث يرمز وجود تلك الشواهد التاريخية والحضارية في
الزبير إلى التجديد والاهتمام والمكانة العلمية والإسلامية التي تحتلها المدينة
منذ قديم الزمان، إذ كانت وما تزال، تمثل مقصدا للعبادة وإقامة المناسبات الدينية
والتي يتم المحافظة عليها من خلال التجدد والتجديد دون المساس بملامحها وصناعتها
وبنائها المتميزة بلمسات الماضي واهتمام الحاضر لها.