جرائم الشرف وغسل العار .. في مجتمع ذكوري: نساء تُقتل على الظن والشبهه
المربد: طعمة البسام – نادين ثائر
غالبا ما تكون المرأة ضحية للظنون والشكوك
والوساوس والشبهات في مجتمع ذكوري، قبلي، عشائري، حيث المرأة شرف الرجل
وسمعته، وهكذا ترتكب جرائم قتل بحجة غسل عار تكون ضحيتها في غالب الأحيان فتاة
بريئة.
ولكن ماذا يقول الشرع والقانون وحقوق الإنسان في عرف اجتماعي
يفرض سطوته بقوة..؟؟
المربد فتحت هذا الموضوع المغلف بالغموض
والتقت بعدة جهات، فمدير مكتب حقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي يقول: إن
جرائم الشرف أو ما يعرف بغسل العار أو الجرائم التي تأتي جراء تداعيات الشبهة
والشك وهي تحصل في العراق، كما تحدث في المجتمعات الشرقية وإن الاتجاه
الاجتماعي أو العرف هو من يتحكم وله السيادة على هذه الجرائم، فلو كان
اتجاه فعلي للشارع المقدس بكل اتجاهاته وخصوصا الإسلام لكانت هناك حلول تبتعد بالمجتمع
كثيرا عن هذه الجرائم.
وينقل التميمي واقعة حدثت في البصرة حيث قتلت امرأة لأسباب مالية لها
صلة بميراث، وفي المحاكم ادعى القتلة أنهم قتلوا المرأة لأسباب تتعلق بالشرف
والهدف من الادعاء هو تخفيف الحكم، ويؤكد إن هذه الأحكام تعود إلى قوانين كانت
قد سنت في زمن النظام السابق.
التميمي يؤكد إن المشكلة الأخرى هي إننا نحتاج إلى تشديد العقوبة
بخصوص من يرتكب هكذا جرائم ويتحدث عن أن هناك جرائم تحدث لا يتحملها الكبار وإنما
يقوم بها الأحداث لكي تكون الأحكام خفيفة.
التميمي يوضح في حديثه للمربد أنه لو كانت
الحكومة تحتضن المشردة وببرنامج تأهلي لقلت جرائم غسل العار بشكل كبير جدا، فهناك
خلل حكومي ومجتمعي - يقول التميمي – إزاء هذه القضية ونحتاج إلى تعاون من المنظومة
الدينية والاجتماعية والحكومية وبالتالي نحتاج إلى أن تكون هناك دائرة كاملة
للمعالجة.
رأي الدين والشرع:
يقول رجل الدين السيد
نعيم الحصونة: قتل النساء بما يعرف بجرائم الزنا أو الخيانة الزوجية أو غسل العار
هي عقوبة اجتماعية بعيدة كل البعد عما شرعه الإسلام، وأن الدين شدد على إثبات هذه
الجريمة، بمعنى إن إثبات الزنا يحتاج إلى أربعة شهود عدول وقد رأوا عيانا العملية
كاملة.
في مثل هكذا حالات فأن على الزوج أن يقسم أربع مرات أنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، هنا الشرع لا
يقيم الحد على الزوجة، وإنما يدرأ عنها العذاب إذا شهدت أربعة شهادات أنه من
الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين، وبما انه أصبحت
ملاعنة بين الزوجين، هنا يفرق الشرع بينهما، حيث لا تستمر الحياة الزوجية لان
المرحلة وصلت إلى انعدام الثقة.
ويسترسل السيد الحصونة بحديثه قائلا: لا يوجد في
الشرع شيء اسمه غسل العار، فهناك جريمة الزنا وهذه يعاقب عليها الشرع، ليس الشخص
مثل الأخ والابن أو الزوج من يقوم بتنفيذ العقوبة بل أن من يقوم بتنفيذ العقوبة هو
الحاكم الشرعي وفق قوانين ومقدمات وشروط.
رأي المجتمع:
الشيخ كاظم دواي الساعدي
قال للمربد عن موضوع غسل العار بأن النساء تقتل بكلام وبتحريض من البعض، حيث يقوم
الأب أو الأخ بقتل المرأة لا لشيء سوى كلام قد قيل وهو يحتمل الخطأ كثيرا، أمر
كهذا لا يحتاج إلى شهود عدول كما أمرنا القران الكريم، نحن حاليا نعمل على التثقيف
بهذا الاتجاه، ونعمل على حماية المجتمع: ويضرب الساعدي مثالا ويقول إن أحدهم
اتهم زوجته بان الأطفال ليسوا منه وعندما سألته ما هو دليلك قال إن امرأته هي من
قالت له ذلك، يقول الشيخ استدعيت المرأة وحدثتها عن الموضوع فقالت إن زوجي
هو من طلب مني ذلك ليتهم جارنا، فطلبت من الجار أن يقسم إنه لم يعمل ذلك فاقسم..ثم
جاءني شيخ عشيرة المرأة وقال لي: إن النساء مصدقات على فروجهن فقلت: له إلا
بالدليل.
ويوضح الساعدي أنه يجب توفر البينة وأن السمع لا
يؤخذ به فما بين الحق والباطل أربعة أصابع، وانه يجب التأني في اتخاذ القرار وأن
المرأة هي الأم والأخت والزوجة وهي كيان إنساني له كرامته، ويختم كلامه بالقول: أنا متأكد إن ثلاثة أرباع النساء القتيلات بجرائم الشرف هن بريئات ومظلومات،
وأن الندامة تلاحق القتلة إلى آخر يوم في حياتهم.
دار للمشردات ..
هناء العبادي
من قسم الإرشاد التربوي في جامعة البصرة تحدثت عن العلاقات بين الرجال والنساء
وتحدثت عن حالة فتاة لها علاقة بشخص في الكلية، فأرغمتها أسرتها على ترك الجامعة، تحدثنا معهم دون جدوى، ولا نعرف ماذا حدث للفتاة بعد ذلك.
وتضيف قائلة إننا بحاجة إلى برامج علاجية وإرشادية
بالتعاون مع جهات مختلفة، ولدينا خطط في الجامعة لتحديد أيام نلتقي بها مع الأسر.
أما إيمان المالكي رئيس
لجنة حقوق الإنسان بمجلس محافظة البصرة فتقول إن هناك طلبات كثير في البصرة لإنشاء
دار إيواء للمشردات حيث تم استحصال موافقة المحافظ على بناء دار لإيواء المشردات.
من جهتها عضو مجلس المحافظة بيداء الناهي قالت
للمربد: نحن لا نسميها دار المشردات بل مركز حماية الأسرة، فلدينا رجال
مشردون وأيضا أطفال، وتم تخصيص مساحة قدرها دونمين لإنشاء المركز ليقسم ما
بين الرجال والنساء.