محلل أمني: العراق رفع دعوى قضائية ضد الكيان الصهيوني لاستخدامه أجواءه بقصف إيران

سياسة وأمن واقتصاد
28 تشرين الأول 2024
محلل أمني: العراق رفع دعوى قضائية ضد الكيان الصهيوني لاستخدامه أجواءه بقصف إيران

أفاد المحلل الأمني والاستراتيجي أحمد الشريفي أن استخدام الأجواء العراقية من قبل الكيان الصهيوني أو أي جهة كانت كممر لضرب  أو قصف الدول الأخرى يعد انتهاكا للسيادة ويصنف كعدوان، وذلك قطعا غير مقبول دوليا ولذا قامت الحكومة العراقية برفع دعوى قضائية على إسرائيل.

وقال الشريفي خلال حديثه للمربد إن انتهاك الأجواء هو انتهاك للسيادة ونوع من أنواع العدوان، بحسب توصيف ميثاق الأمم المتحدة وحتى لو كانت إسرائيل تمتلك ما يطلق عليه بحق الرد فذلك لا يجيز لها التجاوز على سيادة دول أخرى باستخدام أجواء الدول كممر للعبور لضرب الدول، فإسرائيل مدانة بكل الأبعاد.

وقال الشريفي إنه بتقديره أن إسرائيل لجأت إلى أن تختار دول العبور حليفة لإيران واختارت المسافة الأقصر التي لا تتجاوز الـ 1000 كم حتى تصل إلى الحدود الإيرانية، علما أنها لم تخترق الحدود الإيرانية بل شاغلت حال وصولها للحدود العراقية وأطلقت الصواريخ بعيدة المدى والبعض منها أطلق قبل الوصول إلى حدود إيران بحدود 100 كم بعد أن شعرت طائرات الإنذار المبكر وطائرات التشويش الالكتروني أن هناك بطاريات دفاع جوي متقدمة والظاهر أن إيران كانت لديها صورة مسبقة وتصور أن الضربة ستكون عبر العراق، فنشرت أشبه ما يطلق عليه بالكمين الجوي وشكلت حزام ناري قريب إلى خط التماس الحدودي مع العراق فعندما أطلقت صواريخها اضطرت الكثير من الطائرات التي تعالج منظومات الدفاع الجوي أن تطلق وهي مازالت بعيدة عن الحدود الإيرانية بحدود 100 كم وهذا يفسر صوت التفجير الذي سمع في صلاح الدين وديالى وغيرهما وهي بالحقيقة كانت أصوات انطلاق صواريخ منظومات الدفاع الجوي كونها تكون متسارعة وتتخطى حاجز الصوت ما يؤدي إلى انفجار مسموع وكذلك إذا اصطدم أو لم يصطدم فهو به رأس تفجير ذاتي عند انفجاره يصدر أصواتا. 

وأضاف الشريفي أنه لا شك أن إسرائيل وحتى الولايات المتحدة تجنبوا المرور بأجواء الدول الحليفة للأخيرة لا سيما دول الخليج، واختارت المرور بدول سوريا والعراق بوصفها دول لها مبرراتها أن لديها هشاشة بمنظومة دفاعاتها الجوية في سوريا وتتلقى ضربات مستمرة، والعراق مقيد بالسيطرة الأمريكية وهو في ذات الوقت سوريا والعراق حلفاء لإيران، وذلك ما دعا الكيان الصهيوني إلى استخدام البعد السياسي كمحور لضرب إيران عن طريق أجواء العراق وهو الأقرب والأفضل من حيث المسافة.

فيما أشار إلى أن الولايات المتحدة لا شك أن لها علم بالضربة وبالتوقيت وهي أدارت مفاوضات، حيث إذا تم إخضاعها للقياس العسكري فهي ضربة كانت مقيدة سياسيا بشكل كبير جدا وذلك التقييد لم يحصل إلا إذا كانت الولايات المتحدة كضاغط على إيران عبر أطراف غير مباشرة سواء عن طريق سلطنة عمان، قطر، مصر وكذلك على إسرائيل في تقييد الضربة حتى لا تستمر الضربات المتبادلة، متوقعا أن تكون هذه الضربة هي الأخيرة في الضربات المباشرة بين إيران وإسرائيل تمهيدا لما يطلق عليه بالهدنة المستدامة في غزة لأن إيران ترى أن "عدم الرد" سيستثمر دبلوماسيا في طرحها لمبدأ وحدة الساحات في إيقاف العمليات في غزة وفي لبنان وذلك ما يرفضه قطعيا "نتنياهو" وبالتالي ستساوم أي "إيران" ستقول لن أرد عسكريا مقابل أن يجري إيقاف العمليات في غزة ولبنان في موقف واحد وهدنة واحدة، وحسب توقعه أن ذلك ما سيشكل المسار في إدارة الرد، وحتى حينما تحدثت إيران عن الرد قالت سنرد ووصفته بـ "الرد الذكي" وفي الاحتمالات المرجحة سيكون هناك رد لكن دبلوماسيا وليس عسكريا.



المزيد من سياسة وأمن واقتصاد

Developed by AVESTA GROUP