الجمال من الدلالات للنقد.. كتاب جديد صدر في البصرة

ثقافة وأدب وفن
20 تشرين الأول 2024
الجمال من الدلالات للنقد.. كتاب جديد صدر في البصرة

دار الفنون والآداب تصدر كتاب (الجمال من الدلالات إلى النقد) بتأليف مشترك ما بين حبيب طاهر وكاظم لفته.

ومن مقدمة الكتاب:
إن الشعور بالشيء والاستلذاذ به لا يخضع للموضوع الجمالي فحسب بل أنَّ ذائقة الأفراد لها جانب آخر غير ظاهر للعلن وكامن في اللاوعي بحسب فرويد، منها المواقف والعقد النفسية، ومحددات المجتمع والدين والسلطة كما بينها فوكو.

فالإدراك هو المسؤول عن العمليات الحسية، لكن الارتقاء بتلك العمليات يتم من خلال العقل، الموضوع الجمالي يمكن إنْ يكون موضوعاً حسناً، أو قبيحاً بحسب ثقافتنا بالأشياء والمواقف التي مرينا بها، فتكمن أهمية الموضوع الجمالي في غايته ومدى الإفادة التي يقدمها للإنسانية والمجتمعات، وأن أفضل ظهور للجمال يكون من خلال الفن كما يرى أرسطو، كونه العالم الذي يجسد من خلاله الإنسان جوهر شعوره تجاه نفسه، والآخرين، والعالم الجميع يتحسس الجمال، لكن القليل من يفهم ذلك الشعور الذي يحدثهُ في ذاته، فالجمال مفهوم سائل مرة تجده في كلمة، وأخرى في جسد إنسان، ومرة تجده في وردة وأخرى في لوحة فنية، ومرة تجده في الطبيعة وأخرى في الفن ، ومرة في الصناعة وأخرى في عالم الرقميات، فمرة يكون سلطة وقوة، ومرة يكون ضعف واستغلال.

فكل شيء دون الجمال يعد ظلاماً من دون نور، وعلى أساسه تتم عملية التفاعل مع الأشياء الأخرى، فالجمال جزء أساسي من نشاط الإنسان سوى كان بوعي أو بغيره، فلا يمكن إنْ نتفاعل ونحب أو نختار أو نقتني شيء معين بدون أن ننجذب إليه من خلال ذلك الشعور الغامض الذي يحدثهُ الجمال، سواء كان فرحاً ممزوجاً بحزن، أو حزناً ممزوجاً براحة وهدوء ولهذا السبب تجد تعدد النظريات الجمالية عبر العصور، وهذا الذي جعل كروتشه يقول: "يوجد في الجمال آراء بعدد رؤوس البشر" لذا اختلفت مساعي الفلاسفة وعلماء الجمال في فهم هذا الجمال بدءاً من السؤال الجمالي في الحضارات القديمة واليونان إلى ازدهار المعنى الجمالي في العصور الحديثة والمعاصرة من خلال الفنون.



المزيد من ثقافة وأدب وفن

Developed by AVESTA GROUP