أبو عباس الذي ولد مكفوفا .. يكافح ويناشد أن لا يلقي ابنه "أبو الفضل" مصيرا كمصيره

تحقيقات
23 أيلول 2024
أبو عباس الذي ولد مكفوفا .. يكافح ويناشد أن لا يلقي ابنه

المربد : طعمة البسام / حسين حمزة 

يبلغ أبو عباس الخامسة والأربعين من العمر .. ولد مكفوفا، وهو يحمد الله ويشكره، راضيا بقدره ومصيره.

تتكون عائلة أبو عباس من ثمانية أفراد: هو وأمه وأختين وزوجه وابنتين وولد .. يسكنون في بيت ورثة، وهو بيت صغير ومتهالك وآيل للسقوط، ليس لهم من مصدر رزق سوى راتب رعاية لا يكاد يسد رمقا، وإحسان المحسنين، وإكرام الخيرين من أهل المنطقة والجيران والأقارب والمعارف.

محنة أبو عباس ليست في انطفاء نور عينيه، أو البيت المتهالك الذي يؤويه، أو معيشة الضنك التي يعانيها، او قلة راتب الرعاية، محنته الحقيقية التي تقض مضجعه وتؤرق حياته هي ابنه الصغير البالغ من العمر احد عشر عاما "أبو الفضل".

ولد أبو الفضل طفلا طبيعيا، ودخل المدرسة حتى بلغ صفه الرابع، وذات يوم شعر بألم حاد في رأسه، وحين راجعوا الطبيب، لامهم الطبيب كثيرا .. فقد تبين أن أبو الفضل مصاب بانفصال الشبكية منذ نحو تسعة أشهر، ما أدى بابي الفضل إلى فقدان البصر بعينه اليمنى بالإضافة إلى ضعف البصر بالأخرى، وعلى إثر ذلك ترك المدرسة .. ورغم المعاناة وضيق ذات اليد فقد اتكأ الرجل على جراحاته وآلامه وأرسل ابنه إلى إيران للعلاج .. وأجريت له عملية هناك .. ثم طلب منه الأطباء العودة إلى إيران يوم الحادي عشر من آيار الماضي، ولكن أبو عباس ليس لديه من المال ليرسل ابنه لاستكمال العلاج.

أبو عباس لا يطلب العون لنفسه، بل يريد علاج ابنه، فهو يعرف معنى أن يفقد الإنسان بصره ونظره، ولا يريد لابنه الصغير المصير الذي عاشه هو طوال حياته.

يقول أبو عباس إن العيشة "تدبر" والأمور "تمشي" ولكن الأمر الذي يقلقني، هو مصير ابني، أخشى أن يفقد بصره ولا يرى طريقه، إنه وحيدي، إنه عيني التي أرى بها، وعصاي التي أتوكأ عليها .. ولا أريد له مصيرا كمصيري، لا أريد شيئا في الدنيا إلا أن لا يفقد "أبو الفضل" بصره.

أبو عباس يناشد المحافظ اسعد العيداني ونواب البصرة والخيرين مساعدته، فقط من اجل أن لا يفقد أبو الفضل عينيه، إنه لا يريد شيئا آخر في هذه الدنيا غير هذا، يعيد ويكرر أبو عباس مناشدته، ويقول: أنقذوا ابني من العمى .. فهل من مجيب؟



المزيد من تحقيقات

Developed by AVESTA GROUP