"حجي حسين" حنينه للماضي تروّيه المقتنيات والتحف القديمة التي يعرضها في منزله

تحقيقات
19 أيلول 2024

المربد: علي هدار

الانتيكات القديمة تعني جمع الشيء أو العنصر القديم، وهي من الأشياء التي تحدد قيمتها ضمن التقادم الزمني والجمال والندرة، وفائدتها أو مزايا الفريدة، اقتناء الانتيكات لها أصحابها وهواتها، وتعد من الهوايات المكلفة، اذ تتطلب من ممارسيها ثقافة تاريخية مهمة لتقييم التحف الفنية وتحديد قيمتها التاريخية في الحفاظ على أهميتها وتقادمها ونوعيتها حسب ما قاله الحاج حسين من قضاء الزبير.

واصفا تلك المقتنيات بالقول ان الانتيكات تمثل حالة نفسية يرتاح اليها الإنسان عندما يحتفظ ويعتني بالماضي، ومقارنته بالحاضر، مبينا ان الانتيكات تمر بحالة احتضار، بعد ان كانت تشكل ظاهرة في التذوق الفني التراثي، وتزدحم عنده بشكل منتظم في غرفة ضمن قبو (سرداب) في منزله الذي يقع في محلة الكوت ضمن احياء الزبير القديمة بالكثير من نوادر التحف والمقتنيات القديمة واغلبها من النوادر التي اندثرت وقضى عليها التطور الصناعي والالكتروني.

ومن أين تأتيك هذه القطع من الانتيكات القديمة وماذا تشمل؟

اغلب تلك المقتنيات التي مضى عليها عشرات السنين من ضمن مقتنياتي وعائلتي التي احتفظت بها من التلف والاندثار والتي تشمل هذه القطع أعمالا نحاسية وفنية نحتية، ولوحات رسم، والآلات الموسيقية، وأجهزة الراديو، والمراوح، والساعات والعملات القديمة، وأوان منزلية، ومصابيح ومدافئ قديمة بالإضافة إلى الصور والعملات لتاريخ العراق القديم واغلبها من الصناعات العراقية المميزة او المستوردة التي تقاوم الزمن التي لا يمكن تقليدها.

متى جاءت لك الفكرة في جمع واقتناء المقتنيات القديمة وهل هو شغف ام استلهام للماضي؟

منذ سنوات ومن أيام الصبا كانت لدي فكرة من خلال شغفي بالماضي ان احتفظ بمعظم الأشياء التي كنت اتوقعها تنتهي وتمثل الماضي الذي نصفه بالجميل حتى تكون بمقارنة مع الحاضر وما لها من ذكريات في الحياة العمل والعسكرية، ومنذ السبعينات احتفظ بها بالإضافة اهداءات حصلت عليها من الأقارب والأصدقاء.

هل لديك فكرة إقامة معرض او محل لبيع وشراء تلك المقتنيات؟

هناك فكرة ستنفذ قريبا لإنشاء معرض دائم كبير ضمن مساحة منزلي لعرض تلك الانتيكات من المقتنيات القديمة النادرة لتوسيع دائرة العرض وزيادة المساحة للزائرين والمطلعين على حب الاعمال التراثية والفلكلورية القديمة التي تشير الى الماضي ووضعها للمقارنة مع الحاضر.

أبرز المعروضات وأقدمها والتي تحمل دلالات ومعاني كبيرة؟

بلا شك ان هناك أنواع الأجهزة الصوتية (الراديو والمسجل) من ماركات عالمية قديمة عراقية وأمريكية وأوربية بالإضافة الى الشريط (البكرة) والاسطوانات الغالية الثمن والأدوات المنزلية والإلكترونيات والتلفاز الأسود والأبيض والمكواة الفحم ووسائل التدفئة الحجرية وألعاب الأطفال في الصيد واللهو.

هل هناك زائرين ورواد لمشاهدة المقتنيات وهل كانت هناك عروض لبيعها؟

العديد من الأصدقاء في الزبير والبصرة والمحافظات الأخرى ومن العاصمة بغداد اطلعوا عليها وأبدوا انبهارهم بالأشياء التي احتفظ بها ولا تزال برونقها، ولا يمكن امام أي مغريات ان اعرض منها للبيع وحاول منهم الشراء ورفضت ولا احبذ فكرة البيع، لأن الماضي لا يمكن بيعه. وتعتبر قوة في داخل النفس لا يشعر بها الا من يتعلق بتلك النوادر الجميلة لان فيها عبق الماضي الجميل ورائحته الزكية ويبقى تداولها للأجيال على مر الزمن.



المزيد من تحقيقات

Developed by AVESTA GROUP