الأخوان أبو عباس وأبو أمجد .. أولادهما وأقدارهما دفعتهما للعيش في غرفة بائسة وسط صحراء الزبير

تحقيقات
8 أيلول 2024
الأخوان أبو عباس وأبو أمجد .. أولادهما وأقدارهما دفعتهما للعيش في غرفة بائسة وسط صحراء الزبير

المربد: طعمة البسام / حسين حمزة

يا لها من نهاية موجعة وحزينة لأخوين بلغا من العمر عتيا، وقد وجدا نفسيهما، وهما في خريف العمر بلا معين أو سند أو سقف يقيهما حر الصيف او برد الشتاء، يعيشان في غرفة غير صالحة للسكن البشري وسط الصحراء بين قضائي سفوان والزبير تبرع بها لهما أحد المحسنين، ويعيشان على ما يجود به جيرانهم من الطعام وأحيانا ينامان جائعين.

أبو عباس وأبو امجد نتاج لمجتمع ناكر وجاحد، ولم يحفظ أولادهما وصية الله بالإحسان إلى الوالدين وإكرامهما عند الكبر وعدم نهرهما، هؤلاء الأبناء "العاقون" لم ينسوا أبائهم في تلك الصحراء، بل لم يسألوا عنهم مجرد سؤال ولم يزوروهم مجرد زيارة، أبو عباس مثلا يقول انه لم ير ابنه عباس منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما، ولا يعرف عنه شيئا قط.

أبو عباس الذي يبلغ نحو السبعين عاما من عمره كان يعمل "حمالا" حين كان شاب وقويا .. أما وقد خذلته الصحة والعافية و"الحيل" فلم يعد قادرا على العمل .. ويقول إن أمه وأبيه ماتا دون نعلم مكان قبورهما.

أما أبو أمجد الذي يبدو اكبر عمرا من أخيه أبو عباس، فقد بدا مريضا، ومتعبا وقد "نخر" السكر جسده.

المربد ذهبت إلى هناك وزارت الرجلين ..

يقول أبو عباس: أنا من الفاو وعشت متنقلا هاربا من النظام السابق وأمضيت سنوات في بغداد اعمل حمالا، زوجتي توفيت ولي منها ولد وبنت لا اعرف عنهما شيئا لم أر ابني عباس منذ 25 عاما، أما ابنتي فلا اعرف ماذا حل بها، هي متزوجة ولكن لا اعرف أين تعيش وكيف؟ وهما أيضا لا يعرفان عني شيئا، لم يصلني منهما اتصال أو رسالة، فقد تقطعت بنا الأسباب والأواصر.

أما أبو أمجد الذي بدا اكبر عمرا من أخيه فهو يعاني من أمراض شتى، ومنها السكري فيقول إنه طلق زوجته وهي تعيش حاليا في أبي الخصيب، وابنها "أمجد" يعيش معها.

ويقول إن أمجد زاره قبل سنوات وقال له: لا أريد أن أعيش معك أريد أن أعيش لوحدي أن قلبي ميت!!! فقال له والده: روح الله وياك!! راح ولم يعد مرة أخرى.

الأخوان أبو عباس وأبو أمجد يناشدان المحافظ والمسؤولين بتوفير مأوى يؤويهما ويحفظ كرمتهما في هذا العمر، كما يناشدان بنقل نفوسهما من الفاو إلى الزبير على اعتبار أنهما يسكنان في الزبير منذ ثمانينيات القرن الماضي.

ثمة منظمة إنسانية خيرية تقدم لهما المساعدات الإنسانية بين الحين والحين، ويقول مسؤول تلك المنظمة الذي رفض ذكر اسمه أو اسم منظمته إن حالة الأخوين تحتاج إلى تدخل حكومي، وهو بدوره يناشد الجهات المعنية ألا تترك أبو عباس وأبو أمجد يعيشان هكذا في العراء.



المزيد من تحقيقات

Developed by AVESTA GROUP