المربد تنفرد بتوضيح رسمي حول منظومة التبريد بمطار البصرة الدولي
أوضحت إدارة مطار البصرة
الدولي الملابسات التي رافقت الحديث عن الخلل الذي أصاب منظومة التبريد في المطار،
وذلك بعد لبس في المعلومات التي نشرتها المربد بهذا الشأن.
وحرصا من المربد على التزام أعلى معايير القيم
الصحفية والأخلاقية في العمل المهني فقد أجرت مقابلة خاصة وحصرية مع مدير المطار
عبد الحسين محسن الذي استقبل كادرها بحفاوة بالغة، متقبلا اعتذارها عن اللبس الذي
وقع بهذا الشأن خلال اتصال هاتفي.
وقال مدير المطار في المقابلة التي أجريت في مكتبه
لمراسلنا إن "منظومة التبريد في مطارنا من أروع المنظومات في المنطقة وهي
عبارة عن (شيلرات) تعمل بمبدأ التبادل الحراري وهي تعمل على الكومبيوتر منظومتي (بي
ألسي – أسكادا) و من خلال الحاسوب يتم التحكم بكل منظومات التبريد".
وأضاف محسن إن هناك عدة
أسباب وصفها بالقهرية وأخرى بالفنية بالإضافة إلى الإدارية أدت إلى فشل التبريد
خلال هذه المرحلة ومن هذه الأسباب أنه في فصل الشتاء من كل عام تجرى أعمال صيانة
شاملة لمنظومات التبريد من أجل تأهيلها للصيف لكن انفصال إدارة المطار من سلطة الطيران
المدني إلى الشركة العامة لإدارة المطارات في 29/1/2023 أدى إلى تجميد جميع مبالغ
مطار البصرة منذ شهر تشرين الثاني ووصول إلى شهر آيار الذي تم فيه فتح الصرف لكن
بميزانه محدودة حسب قوله.
وأشار إلى أن ميزانية المطار بالصرف هي صفر بسبب عدم
وجود صلاحيات وجميعها مرتبطة في العاصمة بغداد ومتمثلة بمشتريات بقيمة عشرة ملايين
دينار وصيانة آليات كذلك بعشرة ملايين دينار بالإضافة إلى عشرة ملايين خاصة للوقود.
وتابع إن مطار البصرة كبير ويحتاج إلى ميزانية أكبر
من التي ذكرت لكي تجرى عمليات الصيانة بالإضافة إلى تجاوز الوقت المقرر لإجراء
الصيانة والتي تبدأ في شهر تشرين الثاني أي في وقت الشتاء استعداد إلى فصل الصيف.
وأردف محسن أن ما حصل من ضعف في منظومة التبريد يرجع
إلى الظروف القهرية التي حصلت ومنها وصول درجة الرطوبة إلى 92 درجة مئوية بالإضافة
إلى رفع جميع عوازل سطح المطار من أجل صيانتها لتجنب سقوط قطرات المطر في بعض
صالات المسافرين كما حدث في الشتاء الماضي والسطح في الوقت الحالي عبارة عن
كونكريت مسلح والذي بدوره يساعد على ارتفاع درجات الحرارة في صالات المسافرين.
كما أشار إلى أن كادر المطار قليل وسبق وإن تمت
المناشدة عبر المربد والتي تشير إلى حاجة المطار للكادر الفني.
وتابع بالقول إن لديهم أثنين فقط من الكادر الفني
بالوقت الذي حصل به ضعف لمنظومة التبريد بالإضافة إلى الإجراء الإداري من خلال إرسال
كتاب إلى بغداد ولحين وصول الرد بالموافقة بالصرف أو الصيانة أو التصليح سوف
يستغرق ما بين 7-10 أيام أذا توفرت المبالغ المالية وإن منظمة التبريد عبارة عن
شلير يعمل كمبريسر هواء مع مضخات بالإضافة إلى مبدلات هوائية (تونك تاور) وإن
عملية التبريد تحدث من خلال إرسال الماء بالمضخات لتحدث عملية تبادل ما بين
الغاز والماء من أجل تقليل درجات الحرارة ومن ثم إرساله إلى صالات المغادرة وبعدها
يعود إلى الكنديسر وهكذا.
وفي سؤال عن الوضع الحالي للمنظومة قال محسن إنه سيء
لعدم إجراء الصيانة المفترضة في شهر تشرين الثاني من العام الماضي.
كما نوه إلى إعداد دراسة وتم رفعها وبانتظار انتهاء
فصل الصيف لكي تبدأ عمليات الصيانة الجديدة للمنظومة، مؤكدا تعزيز المنظومة من
خلال مشروع مع حكومة البصرة قيد التنفيذ حيث وصل إلى مراحل متقدمة في الإنجاز
والمتمثل بإنشاء منظومة تبريد مبدأ عملها يعتمد على الهواء بدلا من الماء للتخلص
من الرطوبة ومن المؤمل دخوله الخدمة في الأشهر المقبلة.
وفيما يخص قوالب الثلج التي استخدمت أوضح إن منظومة
الشيلرات عبارة عن مبردات هوائية تبرد الماء لكي تنتقل درجة الحرارة من الشيلر إلى
صالات المغادرة لتبريد قاعاتها وإن الماء الموجود بأبراج التبريد (التونك تاور) من
المفترض أن لاتصل درجة حرارته إلى 38 درجة والتي ستؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة
الغاز الموجود داخل الشيلر وبالتالي يؤدي إلى فتح (سيفتي بآلف) وخروج الغاز من
الشلير وبهاذ ستكون هناك خسارة إلى المنظومة.
وبين محسن أن درجة الحرارة للمبادل
الحراري للشيلر الأول وصلت إلى 38 درجة ما أدى على إطفائه ومن أجل الحفاظ على درجة
الحرارة للشلير الثاني والتي وصلت درجة حرارة المبدل الحراري له إلى 37 درجة ونصف
الدرجة وإن المبادل الحراري عبارة عن مروحة مع فلاتر ورقية وماء والذي يتم ترشيحه
من خلال الهواء لتقليل درجة حرارته وفي حالات الرطوبة تقل كفاءته أبراج
التبريد وتصل إلى أكثر من 50% ومن أجل إنقاذ الموقف تم شراء 120 قالب من الثلج
ووضعها في أحواض التبريد لتقليل من درجات حرارة أحواض التبريد وبالتالي يتم تقليل
درجة حرارة الماء الواصل إلى صالات المغادرة والحفاظ على المنظومة كإجراء وقتي
منوها بأن قوالب الثلج تم شراؤها من مالي الخاص ولن أكلف الدولة أي مبلغ.
من جانبه بين مسؤول السيطرة في منظومة التبريد علي شاكر بأن
المنظومة تتكون من مجموعة أجهزة منها الشيلر والذي تتبعه أبراج التبريد وهذه
المنظومة تم إنشاءها منذ ثمانينيات القرن الماضي حيث تم في عام 2010 تبديل جاهزين
منها والتي تعمل بنفس النظام (وتر كولد).
واوضح ان من مشاكل نظام (وتركولد) هي نسبة الأملاح وخصوصا بموقع
مطار البصرة الذي تكر به الرياح والرمال وبالتالي إن أبراج التبريد تتأثر بهذه
العوامل من خلال التكلسات التي تتواجد على أبراج التبريد والتي تمثل الجزء المهم
بالمنظومة التي تبرد مكثف الشيلر والذي يتكون من جزئين الكنديسر وفابريتر
والذي يمثل الجزء البارد يتم تبريده باستخدام الشلير ومن ثم يخزن بخزانات وصفها
بالكبيرة بطول يصل إلى 100 متر وبقطر متر وبعدها ينقل إلى البنايات بمسافة 6
كيلو متر هذا في يخص جزء الماء البارد أما بما يخص جزء الماء الحار والذي يتكون 12
برج تبريد حيث كان التصميم الأساسي عبارة عن كل 6 أبراج تخدم شلير واحد.
وأضاف أنه تم إجراء عملية ربط بحيث كل 12 برج توفر الخدمة إلى
برج واحد فقط وبهذا ستكون هناك مناورة بعملية التشغيل بالإمكان تشغيل شلير رقم
واحد أو رقم ثلاثة وهكذا هي العملية حسب وصفه.
كما أوضح شاكر الإشكالية التي حدثت مؤخرا في منظومة التبريد بأن
نسبة الرطوبة وصلت في ذلك اليوم إلى 92% وإن برج التبريد يعمل على منظومة التبخير
بحيث يتحول الماء إلى قطرات التي تسقط على المبادل الحراري وهذه القطرات تمتص
حرارتها من خلال المبادل الحراري الذي يبرد أما القطرات تتبخر وتذهب إلى الجو.
وبين إن المنظومة تقوم بتبخير ما يقارب ثلاث لتر بير سكن وتابع
بالقول مثلا لو كانت هذه القطرة درجة حرارتها 25 درجة تأخذ 75 درجة مئوية من
المبادل الحراري وتقوم بتبريده لكي تحصل عملية التبريد لكن عند درجة الرطوبة الـ92%
لم يبقى إلى سوء 8% وهذه النسبة لا تكفي لإجراء عملية التبخير ويبقى الماء يتداور
مع نفسه ويبقى ماء وعند مساهمة مدير المطار بوضع قوالب الثلج في أحواض التبريد
كانت إيجابية من الناحية العلمية حيث أصبح التبادل الحراري ما بين الماء
الداخلي والخارجي وبهذا سيتم الحفاظ على المنظومة.
أما بخصوص عدم إجراء الصيانة خلال هذه السنة للمبادل
الحراري مما تسبب بوجود تكلسات داخلية وخارجية للمبادل فضلا عن وجود كميات
كبيرة من الأملاح بالمرذذ بالإضافة إلى عمل الأجهزة خلال 24 ساعة مما تسبب بحصول أعطال
بعدد من المضخات منوها بعطل أحدى المضخات في ذلك اليوم الذي شهد ضعف في منظومة
التبريد لكن وبجهود فردية تم تلافي الوضع إلى أن تم نصب مضخة ثانية حيث بعد أداء
المنظومة بالتحسن لكن ليس بالمستوى المثالي حسب قوله.
كما أشار إلى أنشاء منظومة مساعدة للتبريد تعمل على الهواء لكن
يتم الاستفادة منها في أيام الرطوبة العالية ويكون عملها مساند إلى المنظومة
الرئيسية.