الحسين في أربعينيته .. النقي التقي يقتل مذبوحا عطشانا بلا ذنب ولا جريرة

تحقيقات
23 آب 2024
الحسين في أربعينيته .. النقي التقي يقتل مذبوحا عطشانا بلا ذنب ولا جريرة

المربد / طعمة البسام
الإمام الحسين عليه السلام .. أبوه أمير المؤمنين وسيد البلغاء والأوصياء وقائد الغر المحجلين (علي ابن أبي طالب) أعظم العظماء وحكيم الحكماء وسيد العرب والعجم .. وأمه البتول الطاهرة وسيدة نساء العالمين (فاطمة الزهراء)، وجده سيد الأنام وخير البشر وأكرم من وطأت قدمه الغبراء، (محمد بن عبد الله) صلى الله عليه واله وسلم.

ولد الإمام الحسين في المدينة في العام الرابع من الهجرة ، عاش سنواته طفولته الأولى في حجر جده الرسول الأعظم ، فكان وأخيه الحسن عليه السلام الأحب إلى قلب رسول الله .. فكان - وهما صغيران - يزق لهما العلم والبلاغة والفصاحة والملاحة زقا، وبعد وفاة الرسول الأكرم في عام 11 للهجرة، تولاهما أبوهما .. ومن يكون  أبوهما إلا علي بن أبي طالب؟

عاشا مع أبيهما وقد رأيا من الأهوال ما رأيا .. توفت أمهما البتول وهما أطفال لم يتعديا السابعة أو الثامنة  من عمرهما الشريف .. فتزوج أبيهما من فاطمة أخرى .. فكانت لهما خير الأم، الحانية، الروؤم، الودود، التي تفيض حنانا ومودة ورحمة .. وقد طلبت من أمير المؤمنين أن يسميها "أم البنين" فهي أمٌ للحسن وللحسين ولزينب كما هي إما للعباس .. العباس؟ ونعم الأخ العضي.

أما وقد بلغ الإمام الحسين عامه السابع والخمسين وفي نهاية العام 60 للهجرة حزم الإمام الجليل أمره خارجا في طلب الإصلاح في امة جده هو وال بيته وثلة من أصحابه وأحبابه.

غادر المدينة في شهر ذي الحجة متوجها إلى الكوفة .. وقبل أن يصل إليها .. وفي الطفوف وجد القوم غير القوم .. والناس غير الناس .. وجد ثلاثين ألفا من الفرسان والرجالة يطلبون دمه، ويحاصرونه من كل حدب وصوب .. قاتلوه بلا رحمة ولم يحسبوا  له جاها ولا قدرا .. وما قدروه حق قدره.

قتلوا أصحابه وأطفاله الرضع وقطعوا يدي أخيه وعضده العباس عليه السلام ثم قتلوه .. وأخيرا نحروا الحسين عطشانا في مشهد لا زال يدمي وجه التاريخ ويثير الوجع والألم في قلوب من مست قلوبهم الرحمة والإنسانية .. ولم يجد المرء طوال ألف وأربعمائة عام إلا أن يبكي دما على الذبيح المذبوح بلا جرما ارتكبه ولا جريرة.

وما زال الحسين منارا تهفو إليه ملايين القلوب والأفئدة في كل عام .. وفي أربعينيته .. تنحدر إليه ملايين الناس، ومن كل فج عميق .. رجالا، وعلى كل ضامر .. فسلام على الحسين وألف سلام يوم ولد في حضن جده رسول البشرية الأكرم، وسلام عليه يوم تدرج وشب في حضن أبيه خير الأنام بعد الرسول، وسلام عليه يوم مات محزوز الرقبة في كربلاء .. وسلام عليه يوم يبعث سيدا لشباب أهل الجنة .. سلام عليه وعلى آله .. سلام ما بقي الليل والنهار.



المزيد من تحقيقات

Developed by AVESTA GROUP