عمال سماويون: نكافح لنعيش .. ونعمل في المحافظات لأن مردوداتها أكثر

تحقيقات
22 حزيران 2024
عمال سماويون: نكافح لنعيش .. ونعمل في المحافظات لأن مردوداتها أكثر

المربد / طعمة البسام 
شباب من السماوة في مقتبل أعمارهم، أقوياء، أشداء، يحملون الطابوق وخلطات الاسمنت فوق أكتافهم ليصعدوا بها إلى الطوابق العليا من البنايات الحديثة بعضهم طلاب يعملون في العطلة الصيفية، وبعضهم ممن اتخذ من "العمالة" مهنة له...أنهم يكدحون بشرف وإخلاص، ليأكلوا وعوائلهم خبزا نظيفا طيبا حلالا، يأكلون من تعبهم، وعرق جبينهم، أنهم عمال البناء من أهالي السماوة...تلك المدينة التي تعد الأفقر والأكثر بطالة من بين المحافظات العراقية.

يقول عمال من السماوة يعملون في البصرة والتقت بهم المربد أنهم يذهبون إلى محافظات أخرى وخاصة إلى بغداد والبصرة، لتوفر فرص عمل أولا، ولأجور أكثر ثانيا، فأجرة العامل اليومية في السماوة تتراوح ما بين 20 – 25 ألف دينار، في حين تكون في المحافظات الأخرى ما بين  35 – 40 ألف دينار يوميا.

ومع ذلك يقول أرباب عمل في السماوة، إنهم يعانون من قلة العمال، وندرتهم، وإنهم أحيانا يذهبون إلى مسطر العمال فلا يجدون أحدا..أو أن عمالا يواعدونهم بالمجيء إلى مكان العمل ثم لا يوفون بوعودهم في اليوم التالي، ويؤكدن إن هناك فرص عمل ومشاريع في المحافظة، إلا أنهم (أي العمال) يفضلون النوم على العمل كما يقولون.   

 

 

سماويون في البصرة:  
سعد، مهدي، نعيم، علي: عمال من السماوة يعملون في البصرة، التقت بهم المربد، اشتكوا أولا من قلة الفرص في محافظتهم، وعبروا عن ارتياحهم بالعمل هنا، كلهم شباب لم يتجاوزوا الخامسة والعشرين من أعمارهم...بعضهم متزوج ولديه أطفال، يمضون بالعمل هنا في البصرة شهرا أو أكثر من شهر ثم يذهبون إلى أهليهم هناك في السماوة ويبقون خمسة أيام ثم يعودون إلى البصرة، أحدهم يعمل في البصرة منذ ثلاثة عشر عاما...وجميع ممن التقتهم المربد يعملون "لباخين".
أحد العمال قال مازحا: إن أهالي محافظة المثنى توزعوا بين المحافظات عمالا...ولم يبق في السماوة إلا المحافظ!!
والعمال الصغار منهم يتمنون أن يجدوا وظائف حكومية...في حين قال آخرون إن فرصة الحصول على وظيفة حكومية قد فاتت مع التقدم في العمر مع صعوبة الحصول عليها في بلد محكوم بالواسطات والمعارف حسب قولهم.



المزيد من تحقيقات

Developed by AVESTA GROUP