COP28 .. البيئة للمربد: موقف العراق من الوقود الأحفوري واضح وصلب
أعلنت وزارة البيئة، أن العراق يرفض تماما أي تدخل سياسي في موضوع فني يتعلق بمستقبل الأجيال القادمة للبلد، وبالأخص التخلي عن الوقود الأحفوري، مشيرة إلى أن الضغط باتجاه تقليل الاعتماد على ذلك الوقود يتضمن ازدواجية بالتعامل من قبل الدول الكبرى التي لا تزال تستعمل مناجم الفحم الحجري كمصدر للطاقة، خصوصا عند مواجهة أزمة الطاقة بسبب الحرب الأوكرانية الروسية.
وقال وكيل وزارة البيئة العراقية، جاسم الفلاحي، في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28)، بحضور موفد المربد، إن موقف العراق من الوقود الأحفوري واضح وصلب، ونسعى للتنسيق والتعاون من خلال المجموعة العربية ومجموعة الـ77 بالإضافة إلى الصين هي مجموعة الدول النامية والأقل نموا، مردفا بالكل "موقفنا يعتمد على ضرورة التعامل مع موضوع الاحتباس الحراري كمسبب وكضحية.
وأضاف الفلاحي أن الدول النامية والأقل نموا هي ضحايا لأكثر من 300 عام من النشاط الصناعي كثيف الكربون للدول الكبرى، والتي ازدادت ثروتها وتمتع شعبها برفاهية على حساب شعوب الدول النامية والأقل نمو التي تعاني كثيرا.
وأوضح أن الضغط باتجاه تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري هو ازدواجية بالتعامل من قبل الدول الكبرى، حيث عليها أولا أن تدفع تعويضات أو تفعل الآلية التعويضية التي أقرها اتفاق باريس والتي تم بموجبها إنشاء صندوق المناخ الأخضر بـ 130 مليار دولار كمشاريع ومنح تمنح إلى الدول النامية والأقل نموا من أجل تكييف بنيتها التحتية بما يتناسب والمعايير العالمية، سواء بخفض الانبعاثات أو في محور التكيف، لذا فإننا بلدان بحاجة التكيف وهي تعتمد على الوقود الأحفوري، مردفا أن العراق أعلن التزاما طوعيا من خلال دستور العمل المناخي وهي وثيقة المساهمات والتي تنص على خفض الانبعاثات من 1 إلى 2% على المستوى الوطني، على الرغم من العراق لا تشكل انبعاثات أقل من 0.6 وهي أقل من 1% مقارنة بنسبة الصين البالغة 27% والولايات المتحدة الأمريكية بـ 19% والهند ب 11% وألمانيا 9%، لذا فإن العراق الأقل نسبة مع ذلك أعطى رسالة إلى المجتمع الدولي بأننا ملتزمون بذلك رغم كل ما نعانيه من ظروف لأربعة عقود من الحروب وعدم الاستقرار الأمني والسياسي.
وأشار الفلاحي إلى أن العراق قاتل الإرهاب نيابة عن العالم، ودفع دماء من شبابه، وفي الوقت نفسه استنزف الكثير من موارده المالية، ويحتاج إلى الكثير من الأموال من أجل إعادة تأهيل البنية التحتية وإعادة الإعمار.
وشدد على أن الضغط على الدول النامية للتخلي عن الوقود الأحفوري هو عمل فيه ازدواجية في التعامل، حيث رأينا الدول الصناعية الكبرى والتي صدعت رؤوسنا بالحديث عن ضرورة خفض الانبعاثات في قطاع النفط والغاز، وهذا مخالف لاتفاق باريس.
وأكد الفلاحي أن اتفاق باريس لم يلزم الدول على التخلي عن النفط الخام كمصدر رئيسي للطاقة، والدليل أن هذه الدول لحد هذه اللحظة تستعمل مناجم الفحم الحجري كمصدر للطاقة، خصوصا عند مواجهة أزمة الطاقة بسبب الحرب الأوكرانية الروسية.
وأشار الفلاحي إلى أن التعامل بمكيالين مرفوض تماما من قبل العراق، وأن مصالح البلاد تقتضي حماية الاقتصادات المستقبلية، مع الأخذ بالاعتبار ظروف واحتياجات الدول النامية والأقل نموا.
وشدد على أن إعمار بلد العراق ورفاهية شعبه وازدهاره هي أولويات لا يمكن التخلي عنها تحت أي لافتة من أجل إرضاء هذا الطرف أو ذاك، مؤكدا أن العراق يرفض تماما أي تدخل سياسي في موضوع فني يتعلق بمستقبل الأجيال القادمة.