ما هو إعصار "دانيال" الذي جلب الخراب إلى ليبيا ومن أين جاء؟
المربد / طعمة البسام
آلاف الأشخاص قتلوا وأصيب
وفقد آلاف آخرون في إعصار هائل ضرب السواحل الليبية المطلة على البحر الأبيض
المتوسط وخاصة مدينة "درنة" مركز الإعصار، حيث أدت المياه المتدفقة على
المدينة إلى كسر سدين، الأمر الذي ضاعف المياه المنحدرة بقوة ،فجرفت المباني
والسيارات والأشخاص.
فما هو الإعصار وكيف تكوّن ومن أين جاء ..ولماذا سمي "دانيال"؟
تم إطلاق اسم "دانيال" على الإعصار من قبل وكالة الأرصاد الجوية الأمريكية.
وتعتبر هذه العاصفة الأولى في منطقة البحر الأبيض المتوسط من ضمن موسم أعاصير المحيط الأطلسي لعام 2023، في البداية تم تصنيف عاصفة "دانيال" بأنها عاصفة استوائية عادية، لكن سرعان ما أصبحت توصف بالإعصار بسبب تنامي سرعتها وقوة رياحها العاتية.
وجدير بالذكر أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا هي من تقترح مجموعة من الأسماء للأعاصير في منطقة محددة، ثم يتم التوافق على الاسم من قبل الهيئات الإقليمية المعنية بالأعاصير المدارية خلال دورتها السنوية.
وبدأت عملية تسمية العواصف والأعاصير في الألفيات من القرن الماضي بهدف تسهيل مضمون رسائل التحذير التي كانت تبعث للناس لتوخي الحيطة والحذر.
أين تشكل "دانيال"؟
وفق الهيئة الفرنسية
للأرصاد الجوية فقد تشكل إعصار "دانيال" في منطقة الشمال الأطلسي
وبالتحديد غرب أرخبيل "أسورس" وذلك في الخامس من أيلول الحالي.
وأضافت الهيئة الفرنسية أن عاصفة "دانيال" كانت في
طريقها إلى أوروبا، لكن يبدو أن مسارها تغير قليلا مقارنة بوجهته الأصلية وانحرف
باتجاه السواحل الليبية.
وقالت إنه حتى لو مست القارة الأوروبية فستكون عاصفة "دانيال" ضعيفة وستتسم بهبوب رياح ضعيفة على بعض الدول
التي تقع على ساحل المتوسط كإسبانيا وفرنسا.
لماذا درنة؟
تقع مدينة درنة الليبية في منطقة جبلية شمال شرق ليبيا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، فيما يقسمها وادي "درنة" الذي يعتبر من بين أكبر الأودية في ليبيا إلى قسمين اثنين. كما تعرف أيضا بأراضيها الزراعية الخصبة نظرا لتواجد منبعين غزيرين للمياه. الأول يدعى "عين البلاد" والثاني "عين بومنصور" وبالرغم من عدم تهاطل الأمطار بشكل كبير على هذه المدينة، إلا أنها تتوفر على كميات كبيرة من المياه بسبب المنبعين اللذين يتدفقان من تحت الأرض.
وإضافة إلى ذلك، امتلأ وادي درنة بالمياه بسبب إعصار "دانيال" وارتفع مستواها بشكل خطير إلى درجة أنها شكلت تهديدا كبيرا على السدين اللذين تفجرا في نهاية المطاف بسبب ضغط المياه. وتدفقت المياه بسرعة كبيرة عبر الأودية باتجاه ساحل المتوسط، مرورا بوسط المدينة التي غمرتها المياه. ما أدى إلى جرف المنازل وانهيار جميع الجسور المتواجدة في المدينة.
حسب بعض المصادر الإعلامية، فانهيار السدود في درنة ناتج عن كميات الأمطار الهائلة التي تهاطلت على المدينة هذه الكميات لم تكن متوقعة أصلا أما السبب الثاني فقد يعود إلى عدم القيام بأعمال الصيانة لهذه السدود القديمة ووقعت ضحية الإهمال منذ سقوط نظام القذافي في 2011.
لقد تم إحصاء آلاف القتلى حتى الآن ولا تزال عمليات البحث عن المفقودين متواصلة فيما انقطعت الكهرباء وخدمات الإنترنت. فيما تحاول فرق الإنقاذ الوصول إلى المناطق المنكوبة.