بوابة لمستعمرات الروبيان والأسماك المهاجرة وجوز الهند وتحسين البيئة .. فوائد "المانغروف" بالبصرة

تحقيقات
7 حزيران 2023
بوابة لمستعمرات الروبيان والأسماك المهاجرة وجوز الهند وتحسين البيئة .. فوائد

قالت الحكومة المحلية في البصرة، إن الذهاب نحو استراتيجية مشروع زراعة أشجار المانغروف ناتج عن دراسة أساتذة وخبراء مختصين استمرت لعدة سنوات، بينما أشارت إلى أن اختيار موطنها في تفرعات أنهر خور الزبير وبحجم سيصل من 10 إلى 12 مليون شجرة، جاء لاعتبارات خاصة منها قدرتها على النمو بالمياه المالحة وفوائدها التي تتخلص في امتصاص الملوثات والغازات السامة بالهواء وتحويلها إلى أوكسجين نافع فضلاً عن زيادة الغطاء النباتي الذي بات ينحسر في المحافظة، إلى جانب مساعدتها في تخفيض درجات الحرارة وإنشاء مستعمرات توفر ثروة هائلة من الروبيان وتكاثر الأسماك البحرية المهاجرة، وذلك في مخطط للوصول إلى ثمار تلك الأهداف في غضون خمس سنوات.

وذكر النائب الإداري للمحافظة، ضرغام الأجودي في لقاء خاص مع المربد، أن اختيار نبات المانغروف لبيئة البصرة كان من قبل أساتذة جامعة البصرة وخبراء المحافظة التي تعاني من شحة المياه العذبة الواصلة للبصرة سيما في فصل الصيف، في ظل ما تشهده من انحسار الغطاء النباتي، لذا لا بد من البحث عن بدائل كون لايمكن تحويل المدينة إلى رقعة صحراوية والتسليم إلى ذلك الأمر، مؤكداً أن ذلك النبات هو الحل الذكي جداً وفق لما ذكره الوفد الألماني الذي حضر افتتاح المشتل، كما أن أساتذة جامعة البصرة في مركز علوم البحار وكلية الزراعة أجروا دراسة استمرت لـ7 سنوات لإيجاد الحلول البديلة للغطاء النباتي، لذا توصلوا إلى نتيجة تؤكد إمكانية زراعة نباتات تعيش على مياه البحر المتوفرة بكثرة.

وتابع إن لدى جامعة البصرة 3 أشخاص يحملون شهادة الدكتوراه في مجال نبات المانغروف، والذين توصلوا في دراستهم التي استمرت لسنوات إلى إمكانية تحسين الجو من خلال زراعة ذلك النبات الذي يعتمد على مياه البحر وليس الماء الحلو والأنهار، لذا سيتم زراعة النبات في مناطق صحراوية والتي هي منطقة التفرعات الشجرية في نهاية منطقة خور الزبير ذات المياه المالحة والتي لاينمو فيها أي نبات، وبالتالي البصرة تخطو على ذات تجارب البلدان الأخرى في الإمارات والسعودية وجنوب شرق آسيا، مضيفا أن البصرة لديها مساحة متاحة تبلغ 15 كم2 لزراعة غابات بـ 10 - 12 مليون شجرة مانغروف، وحال اكتمالها ستكون أيضا معلم سياحي كالمحمية الطبيعية الموجودة في مدينة أبو ظبي التي يزورها نصف مليون سائح سنوياً.

وأكد هذا النبات لديها فوائد كثيرة منها قدرتها على امتصاص ثاني أوكسيد الكاربون وغاز الميثان وباقي الملوثات والغازات السمية والمضرة الجوية الأخرى، وبحجم يفوق امتصاص النباتات الأخرى من 4 إلى 8 أضعاف، في المقابل تزود الجو بأطنان من الأوكسجين النافع للبشر، مضيفاً أن المتعارف عليه عالمياً أن بحيرات الروبيات تنمو وبنسبة 90% تحت جذور نبات المانغروف الموجودة في المياه، فضلاً عن تهيئتها بيئة لتكاثر الأسماك المهاجرة وتتخذ من البصرة موطناً لها، وإسهام النبات كذلك في تخفيض درجات الحرارة من خلال عمليات التبخر، وأيضا تحسين التربة كونه أوراقها المتساقطة ستتحول إلى مواد عضوية وتتحول من تربة رملية إلى تربة أخرى مزيجية ممكن أن تستثمر في زراعة نباتات أخرى مثل نخيل جوز الهند.

ونبه إلى أن المشروع يحظى باهتمام دولي، إذ أن الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت حضرت حفل افتتاح مشتل زراعة ذلك النبات في البصرة مع ممثلين لأربع سفارات أوربية وممثل برنامج الأمم المتحدة للغذاء في الشرق الأوسط.

ولفت إلى أن البصرة بدأت بالخطوة الأولى المتمثلة في إنشاء المشتل الذي يحول البذور إلى شتلات وبعد عام سيتم زراعتها في المناطق المحددة المذكورة، بعدما زرعت البصرة منذ العام الماضي 22 ألف شتلة، مبينا أن طاقة المشتل تصل إلى نصف مليون شتلة سنوياً بالتعاون من خلال المركز البحثي لذلك، وسيتم دعمها من قبل الحكومة، بيد أن تحقيق ثمار تلك الأهداف يحتاج إلى نحو خمس سنوات كون هذه النباتات تنمو بشكل بطيء وتحتاج إلى ظروف خاصة للنمو، والبصرة نجحت في تجربة زراعتها في السنوات الماضية، مشيرا إلى أن مرحلة زراعة النبات في منطقة التفرعات الشجرية ستنطلق مع بداية فصل الشتاء القادم بهدف زراعة أول 20 ألف شتلة، مستدركا أن إنشاء الغابات من ذلك النبات يحتاج إلى جهد ووقت ومثابرة.

وشهدت محافظة البصرة في 22 أيار 2023، افتتاح مشتل لزراعة المانغروف في منطقة التفرعات النهرية وذلك بتمويل أممي ودولي وحكومة البصرة المحلية.

تفاصيل مرتبطة هنا



المزيد من تحقيقات

Developed by AVESTA GROUP