الحاج "ناجي كريوش" رحلة 60 عاما في بيع شباك صيد الأسماك في الناصرية
المربد / رعد سالم
في سوق القيصرية القديم وسط مدينة
الناصرية يواصل الحاج ناجي كريوش عمله في دكان صغير ببيع مستلزمات صيد الأسماك
ومنها الشباك المتنوعة والتي يعلقها عند باب الدكان في دلالة لزبائنه من الباحثين
عنها.
يجلس الحاج ناجي أمام منضدة صغيرة
على كرسي صغير يتناسب وحجم الدكان الذي تملأه شباك الصيد وسناراتها بخيوطها
الملونة وهو يتطلع إلى زبون قادم في زمن الجفاف عله يسترزق من يومه ليسد رمق
عائلته وأجور عامله الذي يساعده في هذا الدكان.
رحلة ستة عقود من العمل
رحلة ستون عاما أمضاها الحاج ناجي في
مهنة تتقاذفها تغيرات المناخ وما فعلته بالأنهار من الجفاف وقلة الثروة السمكية
بين موسم وآخر بعدما كانت مزدهرة إبان وفرة المياه وتبضع الصيادين لمختلف الشباك
لصيد الأسماك التي كانت موردا رئيسا في حياتهم اليومية.
يقول الحاج ناجي إن هذه المهنة ورثها
من والده الذي وافاه الأجل منذ فترة طويلة بعد كان عاملا مساعدا له منذ كان في
مرحلة المتوسطة دراسيا ليستمر بها وبنفس المكان الذي لم يتغير اعتزازا باسم والده
ودكانه الصغير الذي يمثل أيقونة يعرفها جميع الصيادين وأهالي المدينة.
شباك صيد بعيون مختلفة
شباك الصيد تختلف أحجامها والتي تقاس
بذراع اليد وبأسماء "سبيعي وثميني وتسيعي وعشيري" والتي تتكون من
البلاستك العصب حيث تكون خيوطها بسمك 18 إلى 40 ملم وبارتفاع عدد العيون من 30 إلى
70 عينا وحسب عمق الأنهار ومن صناعة صينية وتايلندية بمميزات القوة والمتانة
وبأسعار تعتمد على صرف الدولار كونها مستوردة كما يتحدث الحاج ناجي.
تجارة شباك صيد السمك
حركة البيع والشراء تعتمد على وفرة
المياه في الأنهار وازدهار الثروة السمكية لكنها حاليا في تراجع مستمر بسبب
تداعيات الجفاف الذي طال أغلب الأنهار.
يشير الحاج ناجي إلى تحول كبير بين
الماضي والحاضر في نوعية وصناعة الشباك والتي كانت محلية وبصناعة يدوية وخصوصا في
منطقة العرجة غرب الناصرية التي تمتاز بذلك وبإنتاج وفير وبأحجام كبيرة مختلفة
وكثيرة الاستهلاك بسبب خيوطها القطنية إلا أن وفرة الإنتاج وصيد الأسماك كانت تغطي
نفقات شراء هذه الشباك.
ويمضي الحاج ناجي يومه في دكانه الصغير
بترتيب الشباك المعروضة والخيوط وسنارات الصيد ليشغل نفسه خلال ساعات النهار
الطويلة.